domingo, 26 de febrero de 2017

المعبد



يجب احترام كافّة الهياكل الدينية الموجودة حول العالم. نظرًا إلى حرارة صلاة آلاف المصلّين الذين أتوا للصلاة فيها منذ قرون، فإن الكنائس والمعابد مخصّبة بجوّ من القداسة. ولكن بالطبع لا تقاوم الأبنية البشريّة الزمان. لذلك على المؤمنين أيضًا الاعتراف بأنّ المعبد الحقيقي الوحيد هو المعبد الذي شيّده الله: الكون. لا يمكن هدمه وكلّ الكيانات التي أسكنها الخالق في الكون هي تجلّيات كثيرة لوجوده. حتى إن كنّا لا نراها، فهذه الكيانات موجودة لمساعدتنا من خلال الأرض، والمياه، والهواء، والنار، ونور الشمس. فنحن أحياء بفضل تضحيات هذه الكيانات ومحبّتها ورغبتها
 بالقيام بتبادلات معنا– أحياء جسديًّا، أحياء نفسيًّا وأحياء روحانيًّا. علينا إذًا أن نتعلّم كيف نتّصل بها، ونحترمها ونعترف بجميلها. فالأشخاص الذين لديهم وعي يقظ فقط يستطيعون بالفعل دخول الحرم.

قد يشكّل الكثير من الأنشطة واللقاءات مصادر فرح ولكن لا يمكننا أن نتذوّق السعادات الكبرى سوى من خلال سعينا إلى الالتحام مع الألوهية لأنّ الخالق إذ منح مخلوقاته إمكانيّات لامتناهية من السعادة، فلقد احتفظ بالسّعادة الأكبر للذين يتمكّنون من خلال نفسهم وروحهم أن يكونوا واحدا معه. ولكي تكون هذه السعادة تامّة، على من عاش لحظات الالتحام التي يدخل خلالها النور والمحبّة الإلهيّة فيه، أن يعمل على أن تشعّ من حوله. لأنّ ميزة النعمة الإلهيّة هي عدم القبول بأيّ حدّ: إنّها تبحث في كلّ مكان عن فتحات تدخل من خلالها لكي تغذّي كافّة المخلوقات.

كثيرة هي السعادات التي يمكن أن نشعر بها. ولكن لا يوجد سعادة أكبر من التوصّل إلى الاتحاد مع الألوهية، وأن نُشارك بعد ذلك الآخرين بهذه السعادة، أن نشاركهم بما حصلنا عليه. تأخذ هذه السعادة إذًا في الحقيقة شكلين: نرتفع نحو السماء لكي نجمع الكنوز الموجودة فيها، ومن ثم نعود نحو الأرض لتوزيعها. 


No hay comentarios:

Publicar un comentario